البكاء من خشية الله تعالى

البكاء بين يدي الله سبحانه وتعالى يكون إمّا خشيةً منه وخوفاً، أو شوقاً إليه وحباً.

وهو صفة المصلين الذين مدحهم الله سبحانه وتعالى في كتابه فقال: { وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا } [الاسراء:109]

وهو حاجز يقيك من النار ويحجبك عنها فقد قال صلى الله عليه وسلم: « لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ».

فهنيئًا لك إذا صحت لك دمعة واحدة من خشية الله، فإنَّ القلوب تغسل من الذنوب بماء العيون، ورمضان فرصة للبكاء حيث أن القلوب رقيقة من الصيام وسماع القرآن في صلاة التهجد والقيام...

ويكفي أنَّ من رزق تلك الدمعة قد اختصه الله بفضل لا يبارى فيه، فهو في ظل عرش الرحمن يوم الحشر: فإنَّ من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظلَّ إلا ظله « رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه».

والله يحب صنيعه هذا، وبذلك ينال المسلم من الخير الجزيل والفضل العميم مالا يعلمه إلا الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم: «ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين، قطرة من دموع في خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله، وأما الأثران فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضة من فرائض الله».

وقد قال أحد الصالحين: إنَّ الدمعة لتطفئ البحور من النيران، فإنْ سالت على خد باكيها لم ير ذلك الوجه النَّار، وما بكى عبد من خشية الله إلا خشعت لذلك جوارحه.

وماكان أحد أرفع منزلة من رسول الله، وكان كثير البكاء من خشيته سبحانه، فعن عبد الله، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: « اقرأ علي »، قال: قلت: أقرأ عليك، وإنما أنزل القرآن عليك ؟، قال: « إني أحب أن أسمعه من غيري » . فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا بلغت: { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } نظرت إليه، فإذا عيناه تهراقان...

وعن عبد اللَّه بنِ الشِّخِّير - رضي اللَّه عنه – قال: « دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم المسجد وهو قائم يصلي، وبصدره أزيز كأزيز المرجل » - يعني من البكاء.

ولما كان هذا حال معلم الناس، فكذلك كان حال الصحابة رضوان الله عليهم، فعن أنس رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط فقال: « لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا »، فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين.

كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى حتى بل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار ولا تبكي وتبكي من هذا ؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده شر منه » . قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما رأيت منظرا قط إلا القبر أفظع منه ».

وبكى أبو هريرة رضي الله عنه في مرضه . فقيل له: ما يبكيك ؟! فقال: أما إني لا أبكي على دنياكم هذه، ولكن أبكي على بُعد سفري، وقلة زادي، وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار، لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي !!

وبكى معاذ رضي الله عنه بكاء شديدا فقيل له ما يبكيك ؟ قال: لأن الله عز وجل قبض قبضتين واحدة في الجنة والأخرى في النار، فأنا لا أدري من أي الفريقين أكون .

وهذا عبد الله بن رواحة رضي الله عنه كان واضعاً رأسه في حجر امرأته فبكى فبكت امرأته فقال ما يبكيك فقالت رأيتك تبكي فبكيت قال إني ذكرت قول الله عز وجل { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً } [ مريم:71] فلا أدري أأنجو منه أم لا .

فنعوذ بالله من عين لا تدمع من خشيته، ونسأله عيناً بالعبرات مدرارة، وقلباً خاشعاً إليه منيباً.

شكرا صديقي بهاء على هذا الموضوع الجميل يا رب ترحمنا وتغفر لنا وتدخلنا فسيح جناتك

شكرا صديقي بهاء على هذا الموضوع الجميل يا رب ترحمنا وتغفر لنا وتدخلنا فسيح جناتك

فنعوذ بالله من عين لا تدمع ومن قلباً لايخاشع
شكراً على الموضوع الراقي

شكرا أصدقائي ,,,,,,,تحياتي لكم

مشكور اخي بهاء على موضوعك الجيد والمفيد وقد اثريت المنتدى بمواضعيك الممتازه